الأربعاء، 2 سبتمبر 2009

حسنى بابا ….. والأربعين أمريكانى

كان يا ما كان.. فيه لص حقير سهتان أسمه حسنى بابا. فى يوم كان قاعد بيبص لغروب الشمس ويتأمل كأنه مغرم صبابة, حسنى بابا كان قاطع طريق محتال وعامل نفسه سبع البرومبة وسيد الرجال
وكان عند حسنى بابا جارية كحيانة. اسمها سوزانا الجربانة, قعدت تعيط جنبه. لما لقيته حاطط إيده تحت خده وبيعترض على حكم ربه, سألته الجارية سوزانا: سيدى أنت زعلان ليه يا سيدى؟ قال لها: علشان خايف حسب شريعة الإسلام ممكن يقطعوا أيدى, قالت له: سيب الموضوع ده عليه. ده أنت غالى عليه زى عينيه, والحل يا سيدى بسيط وهو إلغاء شريعة الإسلام. إنسى همومك ياسيدى يا بتاع السلام, قوم ياسيدى اتمشى . وشوف ضحية من الناس بيها نتعشى.
وسمع حسنى بابا كلام الجارية سوزانا. وقال أما اروح ناحية الخزانة, وقبل ما يوصل للخزانة بشبر. سمع صوت قوى كالسحر,خاف حسنى بابا واستخبى. ورا صخرة عريضة شكلها زى الدبة.
وبص حسنى بابا ناحية الصوت اللى جاى من الخزانة. وشاف أربعين حرامى مكتوب على بدلهم كلمة أمريكانا, وسمع صوت زعيمهم. بينادى الخزانة ويقول: افتح يا سام سام, ولدهشة حسنى بابا وزعره. شاف باب الخزانة فتح لوحده من غير ما حد يزقه أويجره, وأشار رئيس الحرامية وفى لمح البصر. نزل كل الحرامية من على ركايبهم كأنهم وباء وانتشر, وأشار لهم الزعيم تانى فراحوا يحطوا حاجات. فى الخزانة ويطلعوا حاجات, وبعد ما انتهى الحرامية من مهمتهم. قال الزعيم: اقفل يا سام سام, وقفل باب الخزانة واندار. كل الحرامية وسابوا حسنى بابا خايف محتار.
وانتظر حسنى بابا لما الحرامية مشيوا واختفوا. بعد ما شالوا وحطوا واكتفوا, وقرب حسنى بابا من باب الخزانة وقعد يكرر كلام رئيس الحرامية ويتمتم. ومن غير ما يحس قال: افتح يا سام سام, قام باب الخزانة فتح طوالى. قال حسنى بابا: أدخل واشوف واعمل ما بدا لى, ولما دخل الخزانة ارتعب. وشعر راسه المصبوغ وقف وانتصب, ودار فى الخزانة ولف وطاف. وقال: ما كل هذا يا خفى الألطاف, وفجأة صرخ بفرح وقال: دولار.. ين.. استرلينى.. يورو.. دعارة.. فساد.. أحمدك يا غرب.
وراح حسنى بابا يملا ويشيل. علشان يروح قبل ما يمشى الليل, وروح على طول على البيت. يحلف ليملاه من أفخر أنواع اللحوم والزيت, ودخل على الجارية سوزانا. يصرخ من الفرحة ويقول: الغرب أعطانا.. الغرب أعطانا. ردت سوزانا: يا سعدنا يا هنانا.. يا سعدنا يا هنانا .
حسنى بابا كان عنده ابن ضايع. قدام مصحته يصبح لأهله وناسه بايع, كان اسمه جمال. وهو دايما عن العمل بطال, وبالصدفة سمع ابوه بيحكى لأمه اللى هى الجارية سوزانا. عن اللى لقاه عند الخزانة, قام واخد بعضه وراح يتلصص. وبأبوه وأمه قعد يتربص, وفى نص الليل. بعد ما أبوه وأمه راحوا فى نوم طويل, دخل عليهم أوضتهم . علشان يسرق منهم غنيمتهم, لكن الجارية سوزانا كانت ناصحة. لأنها ربطت الغنيمة بخيط فى صباعها. فانشد قامت صايحة, وقبل الولد جمال ما يفوق ولا يشعر . كان أبوه حسنى بابا نط عليه وفى رقبته بيعصر, وخافت سوزانا على ابنها جمال . قامت شداه من ودانه من تحت ابوه وقالت له: تعال,خليك ناصح إذا كنت ناوى تطلع حرامى متسرقش حاجة من دارك. لكن روح اتعلم السرقة فى اللى ساكن جارك، أو روح اسرق من الخزانة زى أبوك. لكن احذر أحسن الأمريكان يشوفوك, سمع جمال كلام أمه سوزانا. وراح على وصفة أبوه للخزانة، ونادى جمال: افتح يا سام سام. قام الباب فتح بمجرد ماتكلم، ودخل جمال واندهش. لما شاف الأموال والفساد لحد ما مخه اتهبش، وفجأة وهو مغمض عينيه ومن السعادة بيلف. لقى إيد تقيلة بتمسكه من الكتف، وسأله صوت تخين وأجش، طلع من واحد شكله تمام كالجحش, عن أصله . وعن فصله، وقبل جمال ما يبلع ريقه. طلب الزعيم من صبيانه تعليقه، قام جمال مستناش. وأخذ يحكى لهم عن أبوه وأمه ومخلاش، راح رئيس الحرامية الأمريكانية اتفق معاه. انه يسلمه أبوه وأمه بعد ما يسيب قفاه، فرح جمال ورجاه أنه يفك قيده. علشان يقدر يوطى ويبوس رجله وإيده، وقبل ما جمال ينصرف. لجل يكيد لأبوه وأمه اللى عليهم اعترف، صرخ فيه الزعيم. وقال له: تعالى هنا يا لئيم، أنا ممكن أسامح أبوك وأمك واخليكم خدم فى قصرى. إذا سلمتونى رقبة واحد اسمه المواطن مصرى، قال لهجمال: شبيك لبيك. أنا وأبويا وأمى عبيدك تحت رجليك، ورجع جمال على البيت وحكى لأمه سوزانا ولأبوه حسنى بابا. وعلى الفور صرخوا وقالوا: إحنا يا ناس غلابة، وان كان على الرقبة إياها. تبقى تاهت ولقيناها.
كان المواطن مصرى هو فتوة الحارة. فى وجوده مقدرش الأربعين أمريكانى ينفذوا أى أى غارة، كان زى الوحش الكاسر. ورث الفتونة كابرا عن كابر، وكان حامى الديار والعرض. وفوق كل ده ما كانش أبداً بيسيب ولا فرض.
قاموا عزموه لحضور حفلة. علشان يسكروه ويقدروا ياخدوه على غفلة، وكان الأربعين أمريكانى مستخبيين. فى بيت حسنى بابا وللإشارة مستنيين.
المواطن مصرى كان شهم كريم. طلب منهم إن غلابة الحارة يكونوا أول المعازيم، وبدأت الحفلة فطلب حسنى بابا من سوزان أنها تطلع. وترقص للمعازيم وتتقصع، واعترض المواطن مصرى. وقال: إنتو كده بتحفروا قبرى، قام حسنى بابا رضخ للأمر. وطلب من ابنه جمالأن يقدم للمعازيم الخمر، ولتانى مرة المواطن مصرى للمنكر يرفض. وصرخ فيهم راح حسنى بابا قعد يتنفض، وقعد يفكر محتار. يسلمه إزاى لأسياده فى الكار، وأثناء تفكيره فى الأمر. سمع المواطن مصرى أذان الفجر، واستعد علشان ينزل يصلى فى مسجد الحارة. ونادى على إخوانه الغلابة والفقارى. وبالصدفة كان الآذان هو الإشارة، اللى اتفق عليها حسنى بابا مع الأربعين أمريكانى. علشان يطلعوا من مخبأهم الجوانى، علشان ياخدوا المواطن مصرى وهو طينة سكران، وأثناء طلوع الأربعين أمريكانى من مخبأهم كان المواطن مصرى بيكتشفهم، وحمد وشكر ربه أنه ماشربش الخمر اللى حسنى بابا صبه، وعلى الفور مسك فى الاربعين حرامى ضرب. وربطهم مع حسنى بابا وسوزانا وجمال وراح يلف بيهم الحارة درب… درب، والناس بعد الفجر راحوا. يتفرجوا عليهم وهم من الضرب والذل بالمؤامرة اعترفوا وباحوا، قام أهل الحارة أخدوهم على القاضى خليفة عبد الجبار اللى أمر بجلدهم وتجريسهم كل واحد مقلوب على حمار. وهكذا انتصر أهل الخير على الأشرار كما هى دايماً سنة الله الواحد القهار.

0 التعليقات:

إرسال تعليق