الثلاثاء، 22 سبتمبر 2009

فاروق حسني يخسر رئاسة اليونسكو في الجولة الحاسمة


فازت البلغارية إيرينا بوكوفا بمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) في الجولة الحاسمة التي تمت مساء اليوم الثلاثاء على حساب المرشح المصري فاروق حسني، الذي وصف التكتلات الدولية ضده بأنها "تسييس للمنظمة".

وجاءت تصريحات حسني قبيل الجولة الأخيرة التي سبقها انسحاب المرشحتين النمساوية والإكوادورية؛ بهدف خلق جبهة لإقصائه من الانتخابات.

كانت الجولة الخامسة والحاسمة للتصويت على اختيار مدير عام اليونسكو قد بدأت مساء اليوم بين المرشح المصري فاروق حسني والبلغارية إيرينا بوكوفا، اللذين اشتدت المنافسة بينهما.

وسيصادق على الفائز في تصويت سري الشهر المقبل المؤتمر العام للجمعية العامة التي تضم الأعضاء الـ193 في المنظمة، وتتخذ من باريس مقرًا لها.

وكان فاروق حسني الذي يشغل منصب وزير الثقافة منذ أكثر من 20 عامًا قد تعادل مع إيرينا بوكوفا الدبلوماسية المحترفة، في الدورة الرابعة من التصويت أمس الإثنين وحصل كلاًّ منهما على 29 صوتًا في المجلس التنفيذي لليونسكو، وانحصرت المنافسة بينهما بعد انسحاب النمساوية بينيتا فيريرو فالدنر والإكوادورية إيفون باكي.

وتراجع وضع فاروق حسني الذي كان الأوفر حظًا للفوز، خلال دورات التصويت المتتالية في الانتخابات التي تقدم إليها 9 مرشحين.

وكانت بينيتا فيريرو فالدنر أكدت عند انسحابها أن "القيم الأخلاقية" لليونسكو و"مثالياتها" كانت الرهان الحقيقي لهذا الانتخاب، ودعت بشكل واضح إلى قطع الطريق على المرشح المصري الذي يتولى حقيبة الثقافة في حكومة بلده منذ أكثر من 20 عامًا.

وأكدت ألمانيا أنها عازمة على قطع الطريق على توليه هذا المنصب، لكن الفرنسيين أكدوا مطلع الشهر الجاري أن باريس ليست ضد ترشيحه.

من جانبه، أكد وزير الثقافة فاروق حسني وجود تكتلات تعمل بسرعة شديدة في الانتخابات الحالية على منصب مدير عام اليونسكو، وقال إنه ضد تسييس المنظمة، معتبرًا أن الموقف المعادي لترشيحه وسير الانتخابات على النحو الذي نشهده يعد تسييسًا لها.

وأضاف المرشح المصري لمنصب مدير عام اليونسكو- في تصريح له قبيل بدء الجولة الخامسة والأخيرة للانتخابات- أن عدد الأصوات التي حصل عليها أمس في الجولة الرابعة يرد على كل من كان يهاجمه.

وقال: "نصف عدد الدول الأعضاء للمجلس التنفيذي كانت معي مما يعني أن كل ما كان يقال في الصحف هنا وهناك كانت كلها افتراءات وأكاذيب".

ونفى فاروق حسني تمامًا الاتهامات التي وُجهت له بمعاداة للسامية، وبتأييده للرقابة على حرية التعبير والإبداع، مشيرًا إلى أن أهدافًا أخرى وراء هذه الاتهامات غير الموضوعية، وقال إن بعض المؤسسات اليهودية وليست كلها ضد ترشيحه للمنصب؛ نتيجة الخلط بين المواقف السياسية من ناحية والأخلاقية والإنسانية من ناحية أخرى.

وقال المرشح المصري إنه لا يمكن إتمام التبادل الثقافي وتطبيع العلاقات الصهيونية العربية في ظل استمرار النزاع الفلسطيني الصهيوني، وإنما يتعين اختيار الوقت الصحيح لذلك عندما يتم إقامة السلام؛ حيث إن الشعوب هي التي تقوم بالتطبيع وليس رؤساء الدول أو الوزراء.

واعتبر فاروق حسني أن اليونسكو مؤسسة وآلة عظيمة لتعزيز السلام في العالم، وهناك فرصة متاحة لتعاون مع العالم كله بدون استبعاد أي طرف من الحوار بين الشمال والجنوب، وقال إن قبول الشمال لمرشح من الجنوب يعزز كثيرًا من فرص نجاح هذا الحوار.

0 التعليقات:

إرسال تعليق