الجمعة، 4 سبتمبر 2009

المشروبات.. والمقاطعة

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنْ﴾ (الممتحنة: من الآية 1).
هناك مشروبات وأغذية ينتجها أعداء هذه الأمة فهلا أعدنا النظر في ذلك ونفذنا المقاطعة لهذه المنتجات فلننظر إلى أطفالنا يقتلون في فلسطين وفي العراق وفي أفغانستان ونحن نشرب تلك المشروبات التي ينتجها أعداؤنا ويسوقونها لنا فيتكسبون ويكسبون منها بل ويدعمون بها الدولة الصهيونية التي تقتل وتبيد أطفالنا في فلسطين؟.
هلا أعدنا النظر في ذلك فقاطعنا تلك المنتجات تقوى لله وتقربًا منه لعل الله يرضى عنا، فبيننا وبين أهلينا في فلسطين والعراق وأفغانستان رابط أقوى من أي رابط ألا وهو رابط الدين إن لهم علينا حقًّا أن نقاطع تلك المنتجات وإلا جنينا الخزي والعار في الدنيا والإثم في الآخرة.
قال صلى الله عليه وسلم: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته". أليس أهل فلسطين وأفغانستان والعراق في حاجة إلينا؟، ويقول: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى".
وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ (الحجرات: من الآية 10)، فكيف تتحقق الإخوة بيننا وبين إخوتنا في فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال والعدو يهدم بيوتهم وينتهك حرماتهم ونحن نتلهف على منتجاتهم نشتريها ونتاجر بها؟.
أليست مقاطعة تلك المنتجات-المشروبات وغيرها- هي الحد الأدنى للتواد والتراحم بيننا وبين إخوتنا في فلسطين؟.
قد يتساءل البعض وأين البديل؟ فنقول أليس العصائر الطبيعية أفضل منها وألذ وما يدريك ما في هذه المشروبات من أضرار؟ وما يقال من أنها تسبب لين عظام للأطفال والبعض يقول إنها تضعف القدرة الجنسية وأقاويل كثيرة تنتشر بين الناس ورغم ذلك يصر الكثير على تناول تلك المشروبات بل يجعلها من الطقوس التي لا غنى عنها على مائدة رمضان، وغير رمضان.
أليس مقاطعتنا لتلك المنتجات هي نوع من مشاطرة أخوتنا الذين ضرب عليهم الحصار في غزة فلا نصير لهم إلا الله وبعض ذوي الضمائر الحية ممن هم ليسوا من جلدتنا الذين يحاولون يومًا بعد يوم كسر هذا الحصار بتسيير بعض السفن أو بعض القوافل لنجدة أهل غزة العزيزة؟.
ألا نكفر عن تقصيرنا في حقهم وتقاعسنا عن نجدتهم ومد يد العون لهم في محنة الحصار هذه بأن نقاطع تلك المنتجات؟.
علينا أن نستحضر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منا".
هل أعرنا الاهتمام إلى إخواننا في غزة ولو بمقاطعة منتجات الأعداء؟.
هل سمعنا عن إخوة لنا في الصين يقتلون ويذبحون دون أن نحرك ساكنًا؟.
إن مأساة العراق وأطفال العراق تتكرر الآن في غزة من خلال ذلك الحصار الظالم المضروب على غزة.
قال تعالى: ﴿لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (9)﴾ (الممتحنة).
كم من بيوت هدمت، وزروع جرفت، ونساء رملت، وأطفال يتمت في العراق وفلسطين..... ونحن ما زلنا نشتري منتجات الأعداء ونتلذذ بتناولها ونغض الطرف أو نتعامى عما يحدث أمام أعيننا من تدمير وقتل وتهجير وحصار.
فهلا فعلنا بين الناس المقاطعة لمنتجاتهم فكان ذلك لنا حجة نجيب بها عند السؤال ماذا فعلتم مع إخوانكم المحاصرين في غزة؟ يومها نقول يا ربنا يا إلهنا قد قاطعنا منتجاتهم مناصرة لإخواننا في غزة والعراق وغيرهما.
--------

1 التعليقات:

I'm thinking my mind يقول...

انتا اهبل وابن هبلة

5 سبتمبر 2009 في 12:25 ص

إرسال تعليق