الخميس، 3 سبتمبر 2009

الشعب قال لا للتوريث ولا للتلويث

كما كان الأمر سيئا من قبل ما زال السوء مستمرا وسيظل ولن يتورع الفاسد عن نشر الفساد وزرع المفسدين في كل مكان إلا إذا استمرت المقاومة الشعبية التي بدأت تقوى شيئا فشيئا ممثلة في الأصوات التي لم تمنح لحزب الفساد !

الأمر الذي حيرني و لم اعرف له سببا ولم اجدله مبررا هو ظن البعض أن الانتخابات في مصر يمكن أن تكون نزيهة وسليمة وبدون تدخل من أجهزة الدولة البوليسية وبدون تزوير!!

كيف اعتقد المعارضون لحزب الاستخبارات والبوليس انه سيسمح بوجود من يعارض في مجلس الشعب ؟

هل يسمح مبارك وابنه بتواجد معارضة حقيقية يمكنها عزله من الحكم والقبض عليه وعلى عائلته ومحاكمتهم على الجرائم التي ارتكبوها في حق الشعب المصري ؟

هل يمكن أن يترك نظام الفساد والإفساد للمعارضين الجادين القادرين على مواجهة جمال مبارك في الانتخابات الرئاسية القادمة العام القادم أو الذي يليه ؟هل يترك مجدي احمد حسين وايمن نور دون تزوير الانتخابات وإسقاطهم..؟ ألم يفكر أحدهم فيما سيحدث لو فاز أحد الذين تحدوا مبارك الأب فيما سمى بانتخابات رئاسة الجمهورية وحصلوا على أصوات فاقت ما حصل عليه من جماهير الشعب المصري.. ؟كانت فرصة فوز جمال مبارك برئاسة الجمهورية تكاد تتلاشى وتعدم .. ولذلك كان من الضروري بمكان الحيلولة دون وصول هؤلاء إلى مجلس الشعب لأنهم سيكونون سدا منيعا ضد محاولة تدمير مستقبل مصر والمصريين بتوريث جمال مبارك الحكم خلف أبيه الفاسد مثلما فعل الأسد السوري وأورث سوريا وشعبها لابنه بشار الذي يواجه حاليا ما ستواجهه مصر لو تولى أبن مبارك حكم مصر..!!

والمؤسف أن المخطط المحكم الذي رسمته الولايات المتحدة الأمريكية لتحويل المنطقة العربية إلى كانتونات ضيقة و إمارات ضعيفة ودويلات منقسمة على بعضها.. تعادى جاراتها المنفصلة عنها..!

هذا المخطط ينفذ وبصورة سهلة وسلسة..فأحذروا وحذروا من هؤلاء الحكام الخونة.. ولا تصدقوهم أبدا فلن يصنع مبارك شيئا لصالح المصريين.. بعدما باع مصر و أهلها للصهيونية العالمية.. وانبطح أمام كل ما هو أمريكي أو صهيوني .. ولنقرأ تاريخه الخياني غير المشرف منذ أن تولى حكم مصر وماذا فعل بصحة المصريين وكيف يحمى القاتل للمصريين الدكتور يوسف والى نائب رئيس الحزب الوطني الذي أصاب المصريين بالسرطان وبالالتهاب الكبدي وبفيروس سي و بغير ذلك من الأمراض.. وكيف قرر مبارك أن ينجح يوسف والى في الفيوم ليحصل على الحصانة من عضوية مجلس الشعب المزور ا.. فهل سيعلن عن نجاح يوسف والى في الفيوم .. كما أعلن من قبل عن نجاح كمال الشاذلي في المنوفية واحمد فتحي سرور في السيدة زينب .. والإعلان عن فوز الدكتورة أمال عثمان التي أعلن عن سقوطها. . ويبدو انهم ينسون إنها كانت وزيرة وإنها وكيلة مجلس الشعب و إنها من حزب الحكومة .. فكلما سقطت عادوا و أعلنوا عن فوزها فقد سقطت في الانتخابات الماضية و أعلنوا هزيمتها عام 2000وعادوا وقالوا إنها فازت.. وسقط من فاز بالفعل بثقة الجماهير تماما كما حدث في الانتخابات التزويرية الحالية سقطت و أعلنوا عن هزيمتها وجاءتهم التعليمات فتراجعوا و أعلنوا فوزها!

وهكذا تفوز كبار رموز الفساد المصاحبة لمبارك البارك على أنفاس الناس بالتزوير في الانتخابات البرلمانية أو غير البرلمانية !

وما جرى في المرحلة الأولى والجولة الأولى من المرحلة الثانية سيحدث مثله واكثر في المراحل التالية للانتخابات التزويرية للبرلمان القادم الذي من المحتمل أن يأتي بابن مبارك رئيسا لمصر بالرغم من الرفض الشعبي العارم والكامل له ولأبوه وأمه أيضا !

فلا يجب أن ننسى دور مبارك و خياناته وعلاقاته المريبة والعلنية بالقادة الصهاينة و بالإسرائيليين.. ودفاعه المستمر عنهم ونصائحه التي يوجهها دائما للفلسطينيين والعراقيين وما وجهه من نصائح فاسدة ومغرضة لليبيين والسودانيين وللسوريين وغيرهم ومطالبتهم بالاستسلام للصهاينة و للأمريكان ولا يمكن أن ينسى أحد وصفه الدائم للمقاومة العراقية بالإرهاب ، وتضحيته بالمصريين في العراق ، و إصراره على إرسال الدبلوماسيين إلى العراق المحتل .. ضد الرغبة الشعبية الرافضة لذلك.. لينال رضاء أمريكا عنه.. وتعاونه مع العدو الصهيوني لضرب معاقل حركات المقاومة الفلسطينية.. وتعاونه مع الموساد الإسرائيلي ..لقتل أبطال المقاومة.. ومعاداته لحركة حماس ..ولحزب الله اللبناني .. وحرصه على عدم التعاون مع القوى الإسلامية والعربية المقاومة للاحتلال الصهيوصليبي للمنطقة العربية .. بالإضافة على وضوح عداء نظامه الانبطاحي الاستسلامي لكل أشكال المقاومة ضد الاستعمار الأمريكي .. و إعلانه الواضح الصريح عن عدائه للدول الإسلامية و العربية المناوئة لأمريكا كالسودان وإيران وسوريا .. ورأينا كيف يحرص على عدم عودة العلاقات الطبيعية المصرية الإيرانية مهما حاول الإيرانيون التقرب من مصر .. خوفا من غضب الأمريكان عليه وربما تحول هذا الغضب إلى رفضهم توريث ابنه لعرش فرعون مصر !

كيف يعتقد عاقل أن مبارك سيسمح بدخول مجلس الشعب لرموز المقاومة للحلف الصهيوني؟

لن يسمح أبدا فهي الفرصة المواتية لبيع مصر وتسليمها للأمريكان ليفعلوا بها ما يرون انه في صالح إسرائيل !

ولكن ماذا سيفعل أمام الرفض الشعبي له ولابنه والذي مثلته الجموع التي اختارت الإخوان المسلمين ؟!

ولعل ما تسمى بلجنة السياسات أو الهيافات بالحزب الوطني وعلاقة معظم المنضمين إليها بأجهزة سيئة السمعة داخليا وخارجيا وحمل معظمهم للجنسيات الأجنبية غير المصرية واحتفاظهم بها تحسبا لأي طارئ قد يحدث ويؤدى الى سقوط و زوال نظام الفساد فيتمكنون من الهرب خارج مصر الى بلادهم المتجنسين بجنسيتها !

كيف يمكن أن تكون في مصر انتخابات حقيقية نزيهة ونظيفة خالية من التزوير الممارس في كل الانتخابات المصرية؟

كيف يمكن أن تكون في مصر انتخابات حقيقية نزيهة ونظيفة كيف يتم ذلك وقانون استقلال السلطة القضائية في أدراج المسئولين منذ 15سنة أي منذ عام1990 حتى الآن؟

كيف يمكن أن تكون في مصر انتخابات حقيقية نزيهة ونظيفة والجمعيات العمومية للقضاء المصري الذي يقال انه نزيهة طالبت بإصدار قانون وإصداره لن يأخذ أكثر من قرار جمهوري في غيبة مجلس الشعب ..والرئيس يرفض؟

كيف يمكن أن تكون في مصر انتخابات حقيقية نزيهة ونظيفة والانتخابات النزيهة تتطلب أن لا يكون هناك لجنة من وزراء الحزب الوطني الحاكم تسمى بلجنة الأحزاب هي التي تقرر الموافقة على إنشاء أحزاب المعارضة وتشطب أعضاء الحزب الذين ترى اللجنة انهم معارضين للرئيس البارك و لابد من إلغاء قانون الأحزاب الذي يصادر حق قوى سياسية كبرى راسخة في الشارع المصري مثل الإخوان المسلمين وغيرها من القوى الممثلة في اليساريين الشيوعيين والاشتراكيين و الثوريين وغيرهم !

فلا يمكن في ظل مصادرة حق جماهير الشعب في ممارسة السياسة أو النشاط السياسي أن تجرى انتخابات نزيهة في مصر!

وكيف تكون في مصر انتخابات نزيهة وممنوع على صفوة أبناء مصر ممارسة السياسة؟

وهل توجد في مصر صفوة مثل طلاب جامعاتها الممنوعين من ممارسة حقهم كبشر في ممارسة النشاط السياسي الذي يصنع للوطن رجالا يقدرون على تحمل المسئولية المستقبلية !

مبارك قتل المستقبل بمنعه لشباب مصر من ممارسة السياسة وتعاطيها ..!

السياسة أصبحت ممنوعة عليهم ومحرمة وجرمت.. فتعاطى السياسة في جامعات مصر وكلياتها التعليمية صارت مثل تعاطي المخدرات يحاكم متعاطيها ويعاقب !

ويخدعون الناس بدعوتهم لطلاب مصر للانتماء وهم الذين ينزعون عنهم كل أسباب الانتماء .. و أولها تزوير الانتخابات الطلابية في المدارس والجامعات بالتدخل الاستخباراتى البوليسي في كل نشاط طلابي وفى كافة الأنشطة الفنية و الثقافية والعلمية والسياسية!

كيف يمكن أن تصبح في مصر انتخابات نزيهة ومبارك في الحكم ورموز الفساد خارج السجون ؟

كيف يمكن أن تكون في مصر نزاهة ونظافة انتخابية في ظل مجموعة التجار المسيطرين على كافة الأنشطة السياسية ..لقد تمت سيطرة رأس المال على الحكم تماما ؟!!!

ثم كيف تكون هناك انتخابات نزيهة ولا يتم الانتخاب بموجب الرقم القومي حتى لا تترك فرصة لتزوير إرادة الناخبين ؟

ثم كيف تكون هناك انتخابات نزيهة ولم يتم ضبط جداول الانتخاب التي تحولت إلى وسيلة لتزوير إرادة المنتخِب الحي والمنتخب الميت الذي يصوت دائما لصالح الحكومة وحزب الحكومة؟

واكرر ما طالبت به من قبل حيث ثبت للجميع انه بدون رقابة أجنبية من هيئة الأمم المتحدة على الانتخابات في مصر لن تكون هناك نزاهة أبدا فوكلاء النيابة والمحامين بهيئة قضايا الدولة ليسوا قضاة!

وقد شاهدنا المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب وكيف جرت وسط انحياز سافر من أجهزة الدولة لمرشحي الحزب الوطني وتهديدات بلطجية الحزب لمرشحي المعارضة!

فكيف تجري الانتخابات وسط انحياز لمرشحي حزب الرئيس الحزب الوطني من الأجهزة الرسمية للدولة بداية من رئيس الوزراء والوزارات المختلفة وأجهزة المحليات ووسائل الإعلام الحكومية وشاركت الوزارات وأجهزة الحكم المحلي في دعم مرشحي الحزب الوطني بالأتوبيسات وبحشد أعداد هائلة من الموظفين للتصويت لمرشحي الوطني وفي مقدمتها وزارات المالية والبترول والزراعة والإنتاج الحربي.؟!.

وأصدر المحافظون العديد من القرارات الخدمية التي تهم الناخبين واستغلها مرشحو الحزب الوطني لخداع الناخبين في عملية اقل ما يقال عنها إنها استغلال لإمكانات الدولة لصالح بعض المرشحين دون غيرهم وهو ما يمثل جريمة بكل المقاييس يجب محاسبة من قام بها !

ثم كيف تجري الانتخابات وقد تم نقل أنصار المعارضة إلى مواقع عمل بعيدة عن دوائرهم حتى لا يذهبون لصناديق الاقتراع ،وشاهدنا هجوم بلطجية الحزب الوطني على مسيرات مرشحي المعارضة وضربوا المشاركين فيها ،وكيف اجبر المسئولين الحكوميين عمال المصانع والشركات والهيئات العامة على التصويت الجماعي لصالح الحزب الوطني

ورأينا كيف تم السماح لأنصار الحزب الوطني وأصحاب القيد الجماعي بالتصويت بدون بطاقات انتخابية!!.

بالإضافة إلى التدخل الإعلامي الحكومي السافر في التأثير على الناخبين ليدلوا بأصواتهم لمرشحي الحزب الوطني حزب الحكومة وظهر للجميع انحياز القنوات التليفزيونية الحكومية لتي خصصت مساحات واسعة لمرشحي الحزب الوطني مع مهاجمة الفائزين من غير أعضاء الحزب وتخصيص البرامج الخاصة لمهاجمة المعارضين للرئيس وحزبه وكذلك فعلت الصحف الحكومية الصفراء

ولان الكشوف الانتخابية مسئولية وزارة الداخلية فلا يمكن إغفال انحياز أجهزة الأمن لمرشحي الحزب الوطني بالكشوف الانتخابية المضروبة وعمليات القيد الجماعي التي تتم لصالح مرشحيه من الوزراء والكبراء وتهديد المعارضين بالاعتقال والتشريد وقامت مباحث أمن الدولة بالفعل باعتقال المؤيدين للمعارضة لإجبارهم علي التصويت لمرشحي الحزب الوطني .. ومع ذلك تساقط رموز الحزب الوطني كما يتساقط الذباب بفعل المبيدات!






كانت أسرة وكهنة الفرعون البارك على أنفاس الناس قد أعدت العدة للاحتفال بنجاحهم في عملية التزوير الكبير لإرادة الشعب وحلم الجماهير في التغيير كالعادة التي اعتادها سدنه النظام الفاسد ومارسها في جميع الانتخابات طوال 25سنة متواصلة ، وان شئت الدقة منذ اكثر من 50سنة!

كان من المقرران تشيد وسائل الإعلام من تليفزيون وإذاعة بجانب الصحف الحكومية الصفراء التي تأكلها القطط المتسلطة عليها والفئران باحتفالات سدنة النظام الفرعوني بنجاح عملية تزوير نتائج الانتخابات، و إعلان فوز خدم الفرعون، وسقوط كل من أعلن رفضه للتوريث، وذلك للتخلص من وجع الدماغ الذي سببه هؤلاء للنظام الفرعوني !!

فقد سقط أو أسقط بفعل فاعل كل من نافس مبارك البارك على الأنفاس في تهريج انتخابات الرئاسة في المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب2005 وكذلك عملت الحكومة بأجهزتها البوليسية على إسقاط كل من يحتمل أن يقدم على ترشيح نفسه للرئاسة القادمة من بين أعضاء الأحزاب التي مر على تكوينها اكثر من خمس سنوات !

ويحرص النظام الفاسد على عدم نجاح أعضاء جميع الأحزاب الكبرى وحصول أحدها على نسبة 5% اللازمة والمقررة ــــ وفقا للتعديل الفاسد للمادة 76من الدستور والذي جرى الاستفتاء عليه وجرت مسرحية الانتخابات الرئاسية وفقا لنتائج الاستفتاء المزور ــــ للسماح للحزب بخوض انتخابات الرئاسة القادمة خاصة وان المرشح القادم باسم الحزب الوطني هو نجل البارك على أنفاس الناس والناس ترفضه تماما ولذلك فلابد من تفريغ الحياة السياسية من الرموز الحزبية مع العمل على القضاء على الأحزاب الجادة وصحفها كحزب العمل المجمد وصحيفته الشعب بالرغم من الأحكام القضائية المتعددة!!

وجاء الاهتمام الكبير بالانتخابات البرلمانية الحالية لأنها ستأتي بمجلس الشعب الذي سيرشح عدد من أعضائه ومعهم بعض أعضاء مجلس الشورى إضافة لبعض أعضاء المجالس المحلية وكلهم ـ يظن انهم ــ من أعضاء الحزب الوطني وفقا للمادة 67من الدستور الشخص المنافس من المستقلين لأبن الرئيس على منصب رئيس الجمهورية القادم عام 2011 … هذا إذا كان من بين المستقلين من سيستطيع التقدم للمنافسة على المنصب ( أطال الله عمر الرئيس البارك إلى ما هو أطول من العمر الافتراضي للسلاحف لنرشحه مرة سادسة لنشاهد المهزلة الكاملة ) وظن الكهان أن الباب بات مفتوحا على مصراعيه لدخول الابن إلى قصر الرئاسة رئيسا بدون منازع !

إذ اعتقدوا أن الشارع السياسي لن يأتي بغير أهل النفاق والمصفقين في مجلس الشعب خاصة وانهم اعتادوا على التزوير الحقير لإرادة الجماهير واصبحوا خبراء في ممارسة التزوير على مستوى العالم .. ولكن أضلهم الله سبحانه و تعالى .. وطمس على أعينهم فأعماهم فصاروا لا يبصرون .. فكانوا ومازالوا لا يعلمون المستقبل ، ولا يعرفون ما الذي سيتم من تغيرات وما تم لم يستعدوا له، و لم يعملوا حسابه .. لقد نسوا الله فأنساهم أنفسهم !

فقد ظنوا انه لا يوجد في مصر سوى مبارك ..ومبارك لا يرى سوى نفسه .. وابنه لا يرى في مصر سوى ما يراه في المرآة .. ولكن جاءت النتائج مخيبة لأمالهم بالرغم من التزوير والإرهاب السلطوي والرشاوى المالية وتدخل البوليس لمعاونة الحزب الوطني بصفته حزب الرئيس و بتركهم للجان الانتخابية بدون حراسة ليفعل الحزب الوطني ما يريد..!

سلطوا على أنفسهم فأعماهم الله .. إذ فلت الزمام من أهل التزوير، وثارت الجماهير في اكثر من محافظة لتعلن عن نفسها ،وتدافع عن اختياراتها الحرة .. فوقفت في لجان كثيرة لتواجه بلطجية التزوير، وتحافظ على صناديق الاقتراع..حتى لا تستبدل كالعادة المتبعة في كل انتخابات!

وفشل كبار ضباط البوليس المتعاونين مع السلطة التنفيذية ممثلة في الهيئات الحكومية والوزارات والمحافظين في تنفيذ أوامر المزورين لهم بتقفيل اللجان والضغط على الناخبين وعلى القضاة ..فشلوا فشلا ذريعا وفضحتهم الجماهير التي وقفت أمامهم لتمنعهم من التزوير وباتوا في حيص بيص أمام كبار المسئولين الممثلين للحزب الوطني ..فلم يستطع كل هؤلاء تنفيذ الأوامر القادمة من سدنة نظام التزوير ..وفاز من اختارتهم الجماهير ليعبروا عنهم تحت قبة البرلمان القادم !

وأول الغيث قطرة !

ولن يصبح ابن الرئيس رئيسا فقد أستيقظ الشعب الذي منح أصواته للمعارضين للفساد والمفسدين .. رفض الشعب حزب مبارك و أعلن عبر نتائج المرحلة الأولى عن رفضه للتلويث الذي أحدثه الحزب الوطني ورموزه و كبار قادته في الحياة السياسية

وقال الشعب : لا للتوريث ولا لتلويث مصر المستمر!

وإذا كانت الأجهزة الإعلامية البوليسية مازالت على غيها وضلالها وتنفذ ما يملى عليها من المنتسبين للحزب الوطني وللجنة الابن المشتاق لوراثة والدة في منصبة.. فأن القضاة فضحوا النظام الفاسد، و أكدوا انه لا يصلح للحكم ..ولا بد من العمل على إزالته، ومحو عاره ..فقد طالب القضاة يتدخل القوات المسلحة لحماية لجان الاقتراع وتحقيق الانضباط بعدما اعتدى بلطجية الحزب الوطني على بعض القضاة وحاولوا خطف صناديق الاقتراع من القضاة ولم تتدخل الشرطة بل ساعدت البلطجية الذين جاء بهم الحزب الوطني وهم يحملون السنج والمدى والسيوف والمطاوي والشوم !

ولو أن الانتخابات في مصر تجرى بالكامل تحت الإشراف القضائي مع مراقبة للانتخابات من المؤسسات والهيئات المعنية في الداخل والخارج ما نجح فيها أحد من أعضاء حزب البارك على أنفاس الناس في مصر.. بل لو رشح البارك نفسه في انتخابات حقيقية ما نال سوى صوت نفسه وبعض المنتفعين !

وبالرغم من التدخلات السافرة وعمليات التزوير الواضحة إلا أن الانتصارات غير المتوقعة التي حققتها جماعة الأخوان المسلمون أكدت أن الإرادة الشعبية يمكن أن تغير النظام بالكامل لو اتحدت الجماهير واتفقت على التغيير .. ويبدو أن الأمر بات اقرب بالفعل مما كنا ننتظر وان حكم الفاسد يدخل في حفرة قبره .. فلم يعد الشعب جبانا ليختار الخونة ويبايع العملاء ..

وصار يختار من بين المرشحين أفضلهم.. وسوف تنتقل الانتصارات التي حققتها المعارضة إلى كل مكان

ولا يمكن أن ينسى أو ينكر في هذا المضمار من كان لهم أعظم الأدوار في أيقاظ الأمة يذلك الجهد الكبير والبذل المستمر طوال سنوات مضت من كتيبة المجاهدين أعضاء وقادة وكوادر حزب العمل الذي يرعب البارك على الأنفاس مجرد ذكره.. فعمد إلى تزوير إرادة الجماهير في أكثر من دائرة رشح فيها الحزب المناضل بعض كوادره ووضح التزوير في دائرة المنيل وإسقاط مجدي احمد حسين ونفس الأمر في دائرة الدكتور محمد زارع وغيرهم .. !

ولكن النجاح الذي تحقق بفوز عدد كبير من الأخوان المسلمين وبعض المستقلين من خارج الحزب الوطني حزب المنافقين والمخادعين للجماهير.. يزيد من تطلعات الشعب للخلاص من الفاسدين و اقتراب موعد الثورة الشاملة على الأوضاع المتردية التي وصل إليها الحال في مصر نتيجة الإهمال المتعمد من الفرعون ومن كهنة نظام الفساد المهيمن على السلطة !

و ليتأكد للجميع إن نظام الحكم الفاسد مصمم على دعم الفاسدين فقط وطرد الصالحين والمصلحين .. وليتأكد الجميع إن نظام الحكم طوال 25سنة هو نظام عفن لن ينتج عنه سوى العفونة والقذارة والشذوذ ..حيث أن البارك على الأنفاس بالاستفتاءات المزورة والانتخابات المزورة يدور حوله تجمع النفاق وكذلك يدور حول ابنه الذي ترك البارك العنان له بدون أي سند من قانون أو دستور آو أخلاق ليعين أصحابه في أي مكان يريد سواء قصور الثقافة أو الإذاعة والتليفزيون والمؤسسات الصحفية الحكومية فلم تسلم كل مؤسسات الدولة من مصائب ابن مبارك و أصحابه !

ولذا كان الحجم الكبير للرفض الشعبي لأعضاء لوبي الفساد في لجنة ابن الرئيس ..وكان سقوط حسام بدراوى في دائرة قصر النيل بالقاهرة بالرغم من الكم الهائل من الرشاوى الانتخابية التي قدمها للناخبين كالبطاطين والكشاكيل والكراسات والأموال ونتائج العام القادم كاشفا لحقيقة أن الحزب الوطني لا وجود له في الشارع ولا قيمة له عند الناس ، ولا يمكن أن يستمر لحظة واحدة دون معونة البوليس و البلطجية !

عموما افتضح أمر التهريج الكبير في هوجة التزوير الحقير التي قادها حزب البارك على الأنفاس المسمى بالحزب الوطني بمعاونة أشباه الأحزاب المصنوعة في معامل بوليس الرئيس ومباحث أمن الرئيس والمخبرين بالحزب المسمى بالوطني ..

وبعد ما أفتضح الأمر الذي كان مفضوحا من قبل للبعض .. تبين للجميع أن القوانين تصنع في مصر من اجل الرئيس البارك على أنفاس الناس هو وابنه وعائلته،وان كل ما مضى من الزمن منذ فبراير الماضي وما بذل من جهد من كافة العاملين في مؤسسات الدولة ووزاراتها ومجالسها النيابية التي ينفق عليها الشعب الفقير ـــ الذي لا يجد لقمة الخبز بسهولة منذ حل البارك على الأنفاس رئيسا لمصر ــ كان لتمرير التزوير الكبير من اجل ابن البارك القادم من السرير إلى رئاسة الدولة المستخف بشعبها!

واتضح أن ما أنفقته الدولة وبذلته من وقت و جهد ومال على سن القوانين، وتشغيل مجلس التصفيق المسمى بالكذب مجلس الشعب ولا علاقة للشعب به .. كان منصبا لصالح البارك وابنه المعجزة .. إذ يبدو انه صاحب البلد وقد ورثها آبا عن جد فيفعل فيها وبها ما يشاء ، ويقنن ما يراه من لا معقول إلى قوانين تطبق على جميع المصريين الرافضين للفرعون و الموافقين والمصفقين المنافقين لكل ما يخرج من الفرعون من جنون!

لقد بات الأمر مملا و مقرفا ويستحق الازدراء بالفعل.. فلم يعد هناك إلا حزب مبارك وابنه وأمه والعائلة وهم وحدهم الذين يقررون قبل إجراء تمثيلية الانتخابات التي تبدأ بالتزوير وتنتهي بالتزوير أيضا يقررون من هم أعضاء مجلس الشعب القادم ..!

وهم الذين يقررون أيضا ما هو الحزب المعارض، ويحددون من هم أعضاء الحزب المعارض .. وهم كذلك الذين يقررون حل الحزب المعارض إذا عارض… !

وهم الذين يقررون وينفقون أموال الشعب على أحزاب تقام لأصدقاء ابن الرئيس أو أقارب الرئيس و أقارب خدم الرئيس.. وهكذا تدور مصر كلها ـ وليس فقط الأحزاب المعارضة ـ في فلك حزب مبارك وابنه وأمه والعائلة غير المقدسة.. فليس من صالح مبارك وأسرته إنجاح المسيرة الديمقراطية فهم يعرفون و يعلمون تماما انهم مرفوضين ومكروهين من جماهير الشعب .. وكذلك الوزراء جميعا .. يعلمون مدى الكراهية التي يحملها لهم أفراد الشعب .. فلم يعد لمبارك وحكومته رصيدا من حب أو احترام أو تقدير لدى الجماهير، ولولا السلطة البوليسية الإرهابية ما بقى يوما واحدا مسئولا كبيرا أو صغيرا في السلطة الفرعونية إلا ووقف أمام المحكمة للمحاسبة على كم الجرائم الهائل المرتكب في حق المصريين ..ولكنهم يتحدون الجميع ويخوضون عمليات التزوير في التمثيليات الانتخابية لتستمر المجموعة الفاسدة الحاكمة في تحكمها بالاستيلاء على السلطة بالتلفيق والتزوير!

وقد رأينا كم التبجح وحجم الانتهاك لكل الأعراف والقوانين ورأينا تفعيل قانون البارك المسمى بالطوارئ كيف تم تزوير الانتخابات ليعلنوا فوز من سقطت للمرة الثانية وربما الثالثة التي أعلنوا عن سقوطها في تليفزيون الحكومة الإرهابية التي العجوز أمال عثمان !

نفس الأمر تم مع الدكتور مصطفى الفقي الذي سقط وبفارق ضخم جدا ولكنهم أعلنوا انه نجح ..بالرغم من العالم كله تابع العملية الانتخابية وتأكد الجميع من سقوط مصطفى الفقي الحكومة تعلن عن سقوطه ثم تتراجع ويبدو انهم ظنوا ان مصطفى الفقي شيخا بتلو القرآن الكريم (الفقي ) فلما عرفوا انه فقي الحكومة تراجعوا و أعلنوا انه فاز .. وهكذا يكون التزوير !

هم لم يكتفوا بالتزوير ولكنهم مارسوا البلطجة والسرقة .. حزب مبارك وابنه وأمه والعائلة يسرقون الأحزاب من أصحابها ولقد رأينا أحزابا مسروقة من أصحابها تشارك في اللعبة المسرحية للانتخابات المصرية التي لم يشارك فيها سوى الذين صوتوا للمعارضة.. ..ولكن لزوم التزوير الممجوج كانت النتيجة التلفيقية!

تهريج كبير انزلق إليه البعض وسقطوا في مستنقعاته وأوحاله ..

لقد قاطعت الجماهير المسرحية و امتنعت الأغلبية عن المشاركة في عمليات النصب الكبرى التي توالت على شعب مصر !

المسرحية كانت كما قلت مفضوحة فالفرعون يرفض خلط الدين بالسياسية

والدولة التي ترفض خلط الدين بالسياسة دولة لا تريد الدين ولا تريد السياسة هي دولة فرعونية بوليسية إرهابية تحارب المعارضين في الداخل وتتخاذل أمام المستقويين بالخارج .. الحكومة المصرية ظلت تعلن رفضها للربط بين الدين والسياسة والرئيس مبارك كرر ذلك ولكنه طلب أو اصدر أمرا بعده أعلن شيخ الأزهر مبايعة الأزهر لمبارك رئيسا .. بينما الأزهريين يضربون بالعصي وبالأقلام من قوات الأمن المركزي ولم يتكلم شيخ الأزهر ولم يقدم استقالته احتراما للعمامة على الأقل ليته فعل مثلما فعل فاروق حسنى وزير الثقافة المقدم استقالته وكلاهما يعينه الرئيس !

نحن في مصر لم نخرج بعد من أولى روضة ديمقراطية ونرى عصابة بجوارنا صارت دولة قوية بالديمقراطية التي يتمتع بنتائجها اليهود فيما بينهم .. فبينما نحن كجزء من الأمة الإسلامية وكدول ناطقة بالعربية نحرم من الديمقراطية تحت مزاعم كاذبة !

ونرى عصابة بجوارنا صارت دولة قوية بالديمقراطية

وكنا أمة قوية فصرنا دويلات صغيرة ومحميات هامشية لا قيمة لها في أعين العالم ..حيث نتسول كل شيء ابتداء من لقمة الخبز وحتى المدفع والدبابة !

هذا بعض حال الأمة المتخلفة عن الحضارة والتي باعت نفسها ، وتباعدت عن دينها تنفيذا للأوامر الأمريكية ..وتبعتنا الدول العربية الأخرى في مسيرة التبعية للعدو و الأدهى أننا لم نكتف بذلك .. وما فعلناه بالعراق غير مسبوق في عرف أهل الخيانة العربية وتاريخ الخونة العرب .. كسرنا وحطمنا العرف وفى التاريخ الذي ابتدعنا تزويره أضفنا له تدميرنا لأنفسنا.. فوضعنا رؤوسنا باختيارنا تحت المقصلة المرفوعة من قبل الأعداء التاريخيين لنا .. فنحن أمة من دون كل الأمم دعت الجيوش الأجنبية المعادية لها ا…للتقدم في أراضيها صوب الأشقاء في العراق…!

والعراق الذي بعناه وخنا أهله.. هاهو ينسلخ عن الأمة العربية الفاسدة لينص دستور المجموعة العراقية المتجنسة بجنسيات غير عربية و التي جاءت فوق الدبابات الأمريكية والصهيونية على أن العراق ليس عربيا .. وتخفيفا لهول الصدمة على جهلاء الأمة العربية ..يقول الوزير الكردي الغريب الشكل إن النص تغير إلى العراق عضو مؤسس في جامعة الدول العربية .. فما رأى أمير الكويت وملك السعودية وفرعون مصر الذين كان انبطاحهم أمام العدو الأمريكي سببا للكارثة الجديدة !!!

العراق ليس عربيا !!!!!

فإذا كان العراق ليس عربيا ..فهل الكويت عربية أم هندية ؟

هل الإمارات عربية أم خلطبيطة ؟

السعودية عربية أم أمريكية ؟

أصبحنا نبحث عن دولة عربية فلا نجد !!

الحكام العرب هم الذين أضاعوا العراق كما أضاعوا فلسطين واختزلوها في غزة ..لأنهم أيدوا.. وبايعوا إبليس ليبقى الخونة إلى الأبد في الحكم !

وكما كان متوقعا كخبرة في التزوير الحكومي البوليسي للانتخابات أعلن عن فوز وزراء الحزب الوطني الذين رشحهم الطاغية البارك فوق أنفاس الناس، أعلن عن فوز رئيس ديوان رئيس الجمهورية زكريا عزمي بدائرة الزيتون الذي يجبر الذين يفكرون في التقدم لترشيح أنفسهم ضده على الانسحاب .. !

ورئيس مجلس الشعب الدائم والمستمر الدكتور أحمد فتحي سرور فاز في السيدة زينب ولا علاقة له بالسيدة زينب !

وفاز التاجر المقرب من البارك وابنه الملقب برجل الأعمال أحمد عز أسطورة حديد التسليح ومحتكر تجارته بدائرة منوف بالمنوفية !

و فاز وزير المالية يوسف بطرس غالي الحاصل على لقب(( اجمل وزير مالية في العالم )) بدائرة المعهد الفني بشبرا، وفاز كمال الشاذلي وزير شئون مجلس الشعب بالباجور بمحافظة المنوفية، ومحمد إبراهيم سليمان ووزير التعمير والمجتمعات العمرانية الجديدة بالجمالية وسط القاهرة.!

وفازت الدكتورة آمال عثمان وكلية مجلس الشعب المنتهية ولايته وزيرة الشؤون الاجتماعية السابقة بالدقي بمحافظة الجيزة!

وسيستمر مسلسل التزوير إلى أن يتم تنصيب جمال مبارك رئيسا للجمهورية ليصبح مثيلا لبشار الأسد .. فهل تشهد مصر ما تواجهه سوريا حينئذ ؟

اعتقد ذلك في حالة تولى ابن البارك عرش الفرعون وهو ما اصبح بعيدا بعض الشيء بعد النجاح الكبير للإخوان المسلمين ولكنه ليس مستحيلا فمن الممكن أن يسقط البارك بعد الانتخابات البرلمانية الحالية ليدفع ابنه لتولى الرئاسة … كما أن الأمريكيين يريدون تنفيذ مخططهم الاستعماري ..ولن يتم ذلك إلا بتوريث الحكم لأبناء الفاسدين والعملاء المنبطحين ليمارسوا دورهم التخريبي في الأوطان التي يحكمونها بعمليات القتل والسرقة تمهيدا للتدخل الأمريكي بطلب هيئة الأمم المتحدة إجراء تحقيقات دولية حول الإرهاب الممارس وتكوين أو تشكيل لجان التحقيق التي تثبت تورط أجهزة الدولة المراد احتلالها وتقسيمها كما هو الحال مع سوريا .. فهل يحدث ذلك مع مصر ؟

أتوقع ذلك لو استمرت الأوضاع السيئة على ما هي عليه ولو تولى ابن البارك للسلطة !!

ولن يحدث ذلك إلا عبر الانتخابات التزويرية التي يجيد النظام الديكتاتوري إخراجها وتجميلها وتسمية التزوير بالأخطاء أو التجاوزات البسيطة.. تلك التجاوزات التي لو حدثت في بلد من البلدان الديمقراطية لألغيت الانتخابات و أعيدت كاملة ولتمت محاكمة كل من شارك في عمليات التزوير حتى ولو كان رئيس الجمهورية نفسه !!!!!

الغريب أن البعض صدق الكذب الذي يروج له نظام فاسد يتعهد بإجراء انتخابات نزيهة ونظيفة وسليمة !!

وهل يمكن أن يسمح نظام ديكتاتوري قذر مغتصب للسلطة بانتخابات نزيهة و نظيفة ؟!

وهل يمكن أن يسمح نظام ديكتاتوري مغتصب للسلطة بسقوط رموز الفساد الذين يسجدون أمام الديكتاتور الذي يجهز ابنه لوراثة عرش الفرعون ؟!

بالرغم من أن الشعب قال كلمته خلال تصويته في المرحلة الأولى لانتخابات مجلس الشعب : لا للتوريث ولا لتلويث مصر المستمر.. بالرغم من ذلك فالبارك لا يسمع صوت جماهير الشعب !

0 التعليقات:

إرسال تعليق